كيف تعيش الماضى وأنت هنا فى حاضرك ؟
الماضى هو مامضى من أفكار .. إعتقادات .. سلوكيات .. أحداث .. مضت وطوت صفحاته الأيام والزمن .. لتحيا حياة جديدة أخري بمفاهيم وإعتقادات عاقلة .. بأفكار جديدة .. بسلوكيات متغيرة .. أحداث متبدلة .. فما كنت عليه بالأمس أنت الآن منزعج لأمره وترفضة .. وعلى الرغم من ذلك .. يحاسبونك عليه
رغم بعدك عن الماضى وأحداثه ... يبقى أثره فى النفوس .. متذكرين عاداتك وتصرفاتك المنتقدة حينها
نتخيل معاً ذلك الشاب صغير السن .. بدأ حياتة بتطور ملحوظ .. تعلم الكثير وفهم الكثير .. علمته الدنيا والحياة
فتحول تفكيره السطحى غير واضح المعالم ضعيف الآفاق
إلى عقلية ناضجة متفتحة تعيش الحاضر بكل معانيه وكل كيانه ...
يدرك تغييره للأفضل ويدرك كل من حوله أيضاً وتظل العقبة قائمة تواجهه
فيما كان يعتقد وفيما كان يفكر فيما مضى
يظل محاصراً ومقيداً بهما
رغم بعده عنهما
يتبقى دائماً بعض الأشخاص
دائماً ما يذكرونه فيما كان يفعل فيما مضى
وفيما كان يفكر فيما مضى
وفيما كان يقول فيما مضى
فرغم مضيه !
يتوقف تفكيرهم عند هذه النقطة
ولا يدركون التغيير القائم الآن فى الحاضر
فكيف لك أن تقول الآن عكس مامضى
هكذا يعتقدون
هؤلاء البشر أعلنوا بإيديهم التمرد على مرور الدقائق والعمر
والتطور الحادث للأفراد
يعيشون الماضى وهم فى الحاضر
فكيف لهم التفكير فى مستقبل أفضل؟
ظلوا مقيدين فى عتمه الماضى
فكيف لهم الخروج منها وهم مكبلون فى ظلماته
نرى كثيراً من هؤلاء حولنا
وللأسف قد يكونوا أقرب الناس إلى قلوبنا
فنجد بعضاً من أولياء الأمور
يعاملون أطفالهم الصغار حينما يشبون ويعلنون عن التغيير الذى قد حدث لأفكارهم وسلوكياتهم
نجدها ساكنه مكانها لا تتغير هى الأخرى
فالشاب لا يزال فى نظر أبويه لا يقدر على تحمل المسؤوليه ولا يزال أمامه الكثير حتى يفهم ويدرك ويعقل ما حوله
وهذا المعتقد ليس لأن ولدهم لم يكبر بعد
ولكن لأنهم هم لايزالون لم يخرجوا من حدود تفكيرهم السابق ومسايرة الحاضر
فظلوا باقيين فى ماضيهم
وهنا نجد نشأة الإختلاف فيما بين بعض أفراد الأسر
فوقتما كانوا مسؤولون عن أولادهم .. يعلموهم كيف تخطو أقدامهم وسط الطرقات وكيف تنطق ألسنتهم وكيف تتهجي الأحرف والكلمات ومتى نقول ومتى لا نقول .
فتظل الرؤية محصورة ها هنا فى فترة زمنية معينه ولا يخرجون منها
ولذلك نجد بعض الآباء والأمهات لا يتقبلون من أولادهم النصيحة
فنحن من يقولها لك وليس أنت !
لما رؤوه من أخطاء فيما مضي وهكذا ..
مثلما نجد أيضاً..
الكثير من رجال الفكر .. ينتقدون بعضهم البعض
عن أفكار وسلوكيات مضت
ولا يدركون هل هم حقاً آسفون على ما بدر منهم وعلموا خطأهم أم مايزالون يحييون به
فما فعلوه فى الماضى لا يعبر بالضرورة عن تمسكهم به فى الحاضر
سلوكك فيما مضى قد يكون فعل أنت آسفً عليه الآن وتخطئ نفسك عليه
ولكن يتبقى محفوراً خالداً فى ذاكرة الآخرون يذكرونك دائماً به ويلومونك عليه ويعاملونك على أنه فعل مستمر حتى الآن
مثال آخر .. يروى ماأقول
من أخطأ في ماضيه مثلما سرق شيئاً أو أجرم جريمة معينة
ثم رجع وتاب إلى الله عز وجل
فقبل الله توبته .. ولم يقبلها البشر من حوله !
فتظل كالنقطة السوداء فى حياته
فلا يستطيع العمل فى مكان أفضل
ولا يستطيع الخروج والإندماج بين أفراد المجتمع
يصبح منبوذاً من الجميع
تبقى صحيفته مسودة عند البشر
وبتوبته الحقيقية
تبيض صحيفته عند خالقه
فسبحان الله تعالى العفو الغفور
ولذلك
نرى أيضاً
الأصحاب والأصدقاء
حين يختلفون ويخطأ بعضهم على الآخر
ثم يتراجع سريعاً ويدرك خطأه
فيعتذر
فيظل الطرف الآخر له ذاكراً بما فعله
على الرغم من تقديم الإعتذار وإدراك الخطأ وعدم فعلة ثانية
إلا أن يبقى دائماً الحال وكأنه سلوك مستمر وعلي دائماً أن أذكره حتى لا يفعلها ثانية
يالقسوة هذا !!
والكثير والكثير من الأمثلة المحيطة حولنا تدور حول هذا الأمر
فنود أن نتذكر أن ..
مهما توقف تفكير البشر فيما أنت عليه الآن وماكنت عليه فى سابق عهدك
لا تتأثر به ولا يوقفك أنت الآخر وربما يرجعك إلى الوراء فلا يؤثر هذا على خطواتك نحو أهدافك وطموحاتك فى المستقبل
إنما أتركهم متوقفون عند الماضى ولحظاتة
حتى يروا .. مستقبلك الأفضل الذى طالما حلمت به يوماً أن يتحقق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق